لندن - د ب أ- قال محللون إن بنك باركليز البريطاني انسحب أمس من حرب سجال للاستحواذ على بنك ''أيه بي إن أمرو'' الهولندي العملاق وذلك بعد أن أضير عرضه الطموح من تدني مساندة حملة الأسهم وهو نفس القدر الذي أصابه من الهبوط الحاد في أسعار أسهم البنك عقب أزمة الائتمان العالمية.
وينهي قرار باركليز حربا استمرت ستة أشهر مع مجموعة مصرفية يقودها مصرف رويال بنك أوف سكوتلاند التي أصبحت الجانب المفضل لحملة أسهم أيه بي إن أمرو في المراحل المتقدمة من حرب الاستحواذ.
وقال البنك في بيان معلنا قراره إنه أخفق في الحصول على نسبة الموافقة المطلوبة من 80% من حملة أسهم البنك الهولندي.
وقال باركليز إن تكاليف إجراءات عرض الاستحواذ قد تمت تغطيتها بالشرط الجزائي المتفق عليه مع البنك الهولندي ويبلغ 200 مليون يورو.
وكان أمام حملة أسهم ''أيه بي إن أمرو'' حتى الثالثة عصرا (1300 بتوقيت جرينتش) امس الجمعة أن يسجلوا أسهمهم لعرض الاستحواذ المقدم من جانب المجموعة المصرفية.
وقالت المجموعة التي تشمل أيضا بنك فورتس الهولندي البلجيكي ومصرف بنكو سانتاندر الأسباني من جديد إن عرضها سوف يظل ساريا في حال تسجيل 80% من أسهم البنك كحد أدنى لصالح العرض.
وعرض باركليز 5ر67 مليار يورو (3ر95 مليار دولار) ووصفه الكثير من المحللين في لندن بأنه ''عرض طموح للغاية'' قد بدأ هزيلا بعد أن تفوق عليه عرض رويال بنك أوف سكوتلاند.
وكان البنك في إطار جهوده للفوز بالصفقة والتوسع في السوق الآسيوية الواعدة قد وقع في تموز الماضي على اتفاقية مع بنك التنمية الصيني وصندوق ''تيماسيك'' السنغافوري للاستثمار تسمح لهم بالحصول على حصة نسبتها 1ر3 و1ر2% على التوالي.
لكن قيمة عرض باركليز الذي يعتمد أساسا على تبادل الأسهم قد تراجعت خلال الأشهر القليلة الماضية في أعقاب الاضطراب الذي أصاب أسواق المال لتصل إلى 62 مليار يورو.
وقال محللون أمس إن فشل باركليز في إنجاز الصفقة سوف يثير بشكل حتمي الشكوك بشأن مستقبل ثالث أكبر بنك في بريطانيا.
لكن قراره سوف يلقى ترحيبا أيضا مع ارتياح المستثمرين المتخوفين بشأن النفقات الضخمة للصفقة في وقت تكتنف أسواق المال العالمية حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لباركليز جون فارلي إنني ''أشكر حملة أسهم باركليز والموظفين لمساندتهم الكاسحة لهذه الصفقة خلال الشهر الماضية''.
لكن محللين قالوا إن الإخفاق في إنجاز الصفقة هو إخفاق لفارلي الذي يواجه الآن تحديا لتشجيع فريق كان يستعد منذ فترة لإدارة ما سيكون أكبر بنك في أوروبا.
كانت إدارة أيه بي إن أمرو قد ألقت بثقلها في بادئ الأمر على عرض باركليز لكنها تراجعت في وقت لاحق عن مساندتها داعية ''إلى التنافس بين الجانبين''.
وفي حال فوز عرض رويال بنك أوف سكوتلاند، فإنه سيتم فصل أعمال البنك الهولندي وتقسيمها على الأطراف الثلاث المشاركة في المجموعة وهو احتمال أثار قلق نقابات العمال الهولندية ومجلس موظفي البنك الذين يتخوفون من عمليات إلغاء كبيرة للوظائف.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إنه إضافة إلى ذلك فإن نجاح العرض الذي يتزعمه رويال بنك أوف سكوتلاند سوف يدشن تغيرا في عمليات الاستحواذ. وقالت الصحيفة إن ''مجموعة رويال بنك أوف سكوتلاند أثبتت الآن إمكانية نجاح عرض عدائي وعابر لحدود الدول ويهدف إلى تقسيم الجهة المستهدفة في القطاع المصرفي''.
وذكر بنك فورتس الهولندي البلجيكي في أمستردام اليوم أنه لن يصدر أي إعلان بشأن نسبة الأسهم التي تم تسجيلها لصالح عرض المجموعة المصرفية التي يشارك فيها للاستحواذ على بنك أيه بي إن أمرو الهولندي حتى الأسبوع القادم.
وقالت متحدثة باسم فورتس للصحفيين انه لن يتم إصدار أي إعلان خلال اليومين القادمين، كما رفضت التعليق على قرار باركليز الانسحاب من حرب الاستحواذ