..هل التمويل الإســــــــــــــــــــــــلامي .. إســــــــ

هل التمويل الإسلامي .. إسلامي فعلا؟

لا يمكن وصف صناعة التمويل الاسلامي الا بكونها معقدة مقارنة مع نظيرتها التقليدية من حيث المساهمة في الاقتصاد الحديث بسبب الالتزام التام والكامل لهذه الصناعة مع الشريعة. ومع ذلك فإنها قادرة على دخول عالم التمويل الحديث.
على سبيل المثال لكي تقوم بعمل مالي او تجاري يمكنك الاستعانة باستشارة شرعية لترتيب المعاملة المالية بما يتناسب مع مبادئ الاسلام ومن الممكن ان تكون هناك خطوات اخرى او عمليات توثيقية اضافية، لكن غالبا ما تكون النتيجة متشابهة مع ما قد تحصل عليه من الجانب التقليدي.
لكن ومن ناحية اخرى يحظى المال الاسلامي باهتمام كبير من كبرى الشركات العالمية مثالا على ذلك موديز التي تقول ان لديها 80 مليار دولار مخصصة للاستثمار في اصول مطابقة للشريعة. كما تزود مؤسسات مالية غربية مثل UBS وHSBC ودويتشه بنك وستاندارد تشارترد، وAIG ولويدس تي اس بي، ومورغان ستانلي وسويس ريه السوق بمنتجات مالية اسلامية.
لكن كيف يمكن استثمار جزء من المال دون كسر قاعدة الربا مع الاخذ بعين الاعتبار حتمية هذه الفائدة.
هنا يأتي دور بعض الابتكار لكن اغلب صناديق التحوط لا تنطبق عليها الحال هذه، لان جميع انواع الاستثمار مسموح في هذا الطراز لهذا لا يمكنك شراء صندوق تحوط لكن بدلا عن ذلك يمكنك شراء سند دين متوسط الاجل مهيكل يرتبط العائد فيه بمؤشر صندوق التحوط ومثال على ذلك المنتج الذي طرحه بنك دبي الاسلامي ودويتشه بنك وغولدمان ساكس لادارة الاصول في يونيو الماضي. ويبلغ الحد الادنى للاستثمار فيه 10 آلاف دولار.
وصرح رئيس الاستثمارات في بنك دبي الاسلامي نافيد احمد عند اطلاق المنتج قائلا: 'ستعكس سندات الدين متوسطة الاجل المهيكلة اداء المؤشر، لذا فإن اموال المستهلكين لن تذهب ابدا الى صندوق التحوط'.
من ناحيتها، تعتمد المؤسسات المالية ذات الاسهم الممتازة بشكل كبير على 20 او اكثر من العلماء الكبار لضمان ان منتجاتها المالية تتطابق مع القرآن والسنة وعلماء المسلمين النخبة قد يكونون اعضاء في 40 او خمسين مجلس شريعة ويتقاضى الواحد منهم تحديدا ما بين 20 الف دولار و30 الف دولار سنويا للمكان الواحد الذي يشغره في كل مجلس او هيئة.
واحد هؤلاء العلماء البارزين الشيخ يوسف طلال دي لورنز الذي يبلغ 59 عاما ويقول انه يدافع كعميل عن المنتجات الاستثمارية التي يشتريها المسلمون ويناشد زملاءه في الخليج رفض اي استثمار غير مطابق للشريعة ينطوي تحت لواء التركيبة الشرعية. وحقيقة الامر انه يشكك فعليا بسندات الدين متوسط الأجل لصندوق تحوط بنك دبي الاسلامي.
على الصعيد ذاته يقول الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط كونيكتيكت ومؤسس 'شريعة كابيتال' ايريك ماير ان المؤسسات المالية الغربية متعطشة للاستفادة من السيولة بمنطقة الخليج.
لكن ومن جهة اخرى يرى محمد امين الجمال الذي يرأس قسم التمويل الاسلامي في جامعة رايز في هيوستن ان صناعة التمويل الاسلامي تبيع منتجات اعلى سعرا من نظيرتها التقليدية للمستهلكين الملتزمين دينيا وفعليا تبدو بعض خصائص المنتج مثيرة للجدل وكلا المستثمرين المتطورين والباحثين عن نقاء المنتج سيلاحظون هذا الامر ويضيف: لذا 'يبقى الساذج هو من يشتري المنتج الاسلامي ويجري وراء شرائه لانه لا يفهم تركيبه'.
لكن الشيخ يوسف لا يوافق على هذا الرأي ويقول: 'معظم عمليات التمويل الاسلامي تم ترتيبها لمصلحة مؤسسات ومستثمرين من اصحاب الثروات الصافية وجميعهم يمثلون اكثر فئات المستثمرين معرفة وعلما'.
غير ان النقاش يطول حول العمليات المالية الاسلامية الاخرى مثل الرهونات العقارية وغيرها، فهناك اختلاف فلسفي اساسي بين التمويل الاسلامي والتقليدي

الا عضاء فين